تعميم جديد من المرور .. 5 حالات يجب فيها تخفيف السرعة

كتب بواسطة: زكريا الحاج | نشر في الأحد، 15 يونيو 2025 , 2:03 صباحاً

وسط تزايد حركة السير اليومية وتعقيدات التنقل الحضري، شدّدت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية على أهمية التقيّد بقواعد القيادة الآمنة، محذّرة من تجاهل بعض الحالات التي تستوجب تخفيف السرعة أو حتى إيقاف المركبة بالكامل.

وجاءت هذه التحذيرات ضمن حملة توعوية نشرتها "المرور" عبر حسابها الرسمي على منصة "X"، مستعرضة فيها مجموعة من السيناريوهات التي قد تواجه السائقين أثناء القيادة، وتتطلب الحذر والانتباه لتفادي الحوادث وحماية الأرواح.

وأكدت الإدارة أن اتخاذ قرار تخفيف السرعة في الوقت المناسب لا يعد ترفًا أو خيارًا شخصيًا، بل هو سلوك أساسي للسلامة، يرتبط مباشرة بتقليل الإصابات والخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الحوادث.

وشملت الحالات التي شدّدت الإدارة على ضرورة التعامل معها بحذر خاص: الازدحام المروري، ضعف أو انعدام الرؤية، عبور المشاة للطريق، إضافة إلى الاقتراب من المنعطفات والمنحدرات والمرتفعات، وكذلك عند مفارق الطرق.

ويشكل الازدحام المروري، بحسب "المرور"، بيئة خصبة للحوادث المفاجئة، إذ يتطلب من السائقين البقاء في حالة يقظة دائمة، وتقدير المسافات بدقة، وتفادي السلوكيات المتهورة مثل تغيير المسارات بشكل مفاجئ.

أما في حالات ضعف الرؤية بسبب الأحوال الجوية كالضباب أو الغبار أو الأمطار الغزيرة، فإن تخفيف السرعة يصبح ضرورة ملحة، تتيح للسائق وقتًا كافيًا للتفاعل مع الظروف المحيطة واتخاذ قرارات أكثر أمانًا.

وشددت "المرور" كذلك على أهمية التوقف الكامل أو الإبطاء عند ممرات المشاة، مؤكدة أن إعطاء الأولوية للمارة لا يندرج فقط ضمن مسؤوليات السائق النظامية، بل يُعد انعكاسًا مباشرًا للوعي المجتمعي والاحترام المتبادل بين مستخدمي الطريق.

وتمثل المنعطفات، بما تحمله من محدودية في زاوية الرؤية، خطرًا محتملًا عند السرعات العالية، وهنا، أكدت الإدارة ضرورة تقليل السرعة عند الاقتراب منها، لتفادي فقدان السيطرة أو الاصطدام بمركبات قادمة من الاتجاه المعاكس.

وتفرض المنحدرات والمرتفعات بدورها تحديات فنية على السائق، لا سيما فيما يتعلق بنظام الكبح وثبات المركبة، ولذا، تنصح "المرور" بتقليل السرعة تدريجيًا قبل الوصول إليها، لضمان سلامة القيادة واستقرار المركبة.

وفيما يخص مفارق الطرق، أوضحت الإدارة أنها تمثل نقاط تقاطع بين مسارات متعددة، وتستلزم تركيزًا مضاعفًا وانتباهًا للحركة من مختلف الجهات، ما يجعل الإبطاء عند الاقتراب منها خطوة حاسمة لتفادي الاصطدامات الجانبية.

وتأتي هذه التوجيهات ضمن إطار حملة شاملة تهدف إلى رفع مستوى الوعي المروري لدى السائقين، وتسليط الضوء على السلوكيات الوقائية التي يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في سلامة الطرق.

وأكدت الإدارة أن تعزيز ثقافة القيادة الوقائية يمثل إحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها استراتيجية السلامة المرورية الوطنية، مشيرة إلى أن السلوكيات الفردية تنعكس بشكل مباشر على المعدلات العامة للحوادث.

وبيّنت الإحصاءات الصادرة عن الجهات المعنية أن نسبة كبيرة من الحوادث اليومية تقع في ظروف يمكن تفاديها لو التزم السائقون بتخفيف السرعة في المواقع الحرجة والظروف الجوية المتقلبة.

وفي هذا السياق، شددت "المرور" على أن القوانين المرورية لا تهدف فقط إلى فرض الانضباط، بل تسعى إلى حماية الأرواح وتقليل الأضرار، داعية إلى التعامل مع التوجيهات المرورية باعتبارها مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون نظامية.

ورحّبت الإدارة بأي جهود مجتمعية تدعم رسائلها التوعوية، مشيرة إلى أن بناء بيئة مرورية آمنة يتطلب تضافر جهود السائقين، والمشاة، والجهات الرقابية، والمؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام.

وأشارت "المرور" إلى أنها مستمرة في تنفيذ حملات تفتيشية وتوعوية ميدانية في مختلف مناطق المملكة، لرصد مدى التزام السائقين بقواعد السير، وتقديم النصح والإرشاد المباشر عند الحاجة.

كما أعلنت الإدارة أنها تتابع عن كثب تقارير الحوادث المرورية لتحليل أنماطها وأسبابها، وتحديث إجراءات التوعية والضبط المروري بناءً على البيانات الواقعية والميدانية.

وفي ختام توجيهاتها، دعت الإدارة العامة للمرور جميع السائقين إلى تبنّي سلوك قيادي أكثر وعيًا، يقوم على احترام متغيرات الطريق، وتقدير الظروف المحيطة، وتغليب الحذر على العجلة.

واختتمت بعبارة موجزة حملت مضمون رسالتها: "خفف سرعتك، فحياتك وحياة الآخرين تبدأ بقرار".

اقرأ ايضاً